لم يكن التواصل بين النّاس في العصور القديمة مثلما هو اليوم، فقد كان عمليّةً شاقّةً تستغرق الكثير من الوقت لتتمّ بالشكل الصحيح. ومع التّطور التقني الذي حصل في البشريّة، تطوّرت وسائل الاتّصالات ونمت وازداد انتشارها عمّا كانت عليه من قبل، ومع أنّ هذه الوسائل في جزءٍ منها مدفوعة الأجرة، إلّا أنها تلاقي انتشاراً واسعاً وكبيراً بين النّاس في كافّة أصقاع المعمورة.
أهميّة الاتّصالات الاتّصالات بين النّاس مفيدة وبشكلٍ كبير، وذلك في العديد من المجالات المختلفة والتي منها ما يلي:
- الاتّصالات بين النّاس لها فائدةٌ كبيرةٌ في تطوير المعارف وانتقالها بين النّاس، فالمعرفة والمعلومات لا تتطوّر ولا تنتقل بين النّاس إلّا عن طريق التواصل والاتّصال. والتّواصل بغرض نقل المعلومات ليس كالتّواصل للغايات الأخرى، فهو تواصل بطريقة جلسات العصف الذهني، والجلسات النقاشيّة والحواريّة، والحلقات التعليميّة، فكلّ هذه الطرق تعمل على تناقل الأفكار والمعلومات بين كافّة أطراف هذه الجلسات المختلفة، الأمر الّذي يزيد وبشكل كبيرٍ من تدفّق هذه الأفكار والمعلومات بين المشاركين فيها.
- اتّصال النّاس ببعضهم البعض وتواصلهم له فائدة كبيرة في توثيق الصداقة والمحبّة بينهم، ممّا يجعلهم شديدي الحرص على خدمة بعضهم البعض، وعلى راحتهم، وعلى أمنهم وسلامتهم، وبهذا تتحقّق غاية الله تعالى في الأرض، الأمر الّذي يؤدّي إلى إعمار الحياة وازدهارها، وشيوع المحبّة ونبذ الكراهيَة والبغضاء والشّحناء التي تنتشر بين النّاس.
- التواصل بين النّاس له فائدةٌ عظيمةٌ وجليلةٌ في عمليّة تناقل الأخبار؛ فالإنسان من دون التواصل لن يستطيع أن يعرف ما الّذي يجري في العالم من أحداث وأخبار مختلفة، الأمر الّذي سيعمل على تدمير الإنسان عن طريق عزلته عن النّاس وعن العالم. إنّ من أهمّ الصفات التي يتميّز بها الإنسان هي أنّه كائن اجتماعي بطبعه، لهذا السبب فإنّه يتوجّب عليه أن يبقى على الدّوام متواصلاً مع غيره من النّاس حتى لا يخسر علاقاته الاجتماعيّة، وحتى لا يخسر ذاته وروحه أيضاً.
وسائل التواصل ما بين الأفراد مختلفة جداً، ولعلّ الوسيلة الأهمّ من هذه الوسائل هي التواصل المباشر مع بعضهم البعض؛ فهذه الطريقة هي من أكثر الطرق التي يستطيع النّاس من خلالها أن يتبادلوا المشاعر والأحاسيس دفعةً واحدة، فمهما تطوّرت وسائل التواصل بين النّاس فإنّهم لن يقدروا على أن يتناقلوا مشاعرهم كما يتناقلونها من خلال التواصل المباشر؛ إذ إنّ التواصل بهذه الطريقة يتضمّن الحركات التي يقوم بها الإنسان لا إرادياً والتي ربّما يستغلّها النّاس فيعرفون من خلالها ما يجول في خاطر من يتحدّثون معه، بالإضافة إلى ذلك فهذه الطريقة تتضمّن أيضاً لغة الجسد، والكلام، ونظرات العيون، والعديد من الأمور الأخرى التي تزيد من متعة التواصل بين الناس.